أطلقت شركة Naoris أداة مبتكرة للأمن السيبراني اللامركزي بعد الكمومي، وهي خطوة تُعد بمثابة طفرة في مجال حماية البيانات الإلكترونية. الأداة التي تُعرض على شكل امتداد متوافق مع كافة المتصفحات الكبرى، تتحول من خلالها كل وحدة مستخدم إلى عقدة نشطة ضمن شبكة موزعة، مما يساهم في تكوين “عقل جماعي” من الذكاء التعاوني الذي يكتشف ويعالج التهديدات الإلكترونية في الوقت الفعلي.
تعد هذه الأداة نقلة نوعية في نظام الأمان الرقمي، حيث تعتمد على تقنيات البلوكشين و”ذكاء السرب”، وهو ما يجعلها تختلف تمامًا عن الأنظمة التقليدية المركزية التي تقتصر على شبكة صغيرة من المستخدمين. وبذلك، تُقدم Naoris نموذجًا مبتكرًا في أمن الشبكات يعتمد على توزيع وظائف الأمان بين مجموعة واسعة من المستخدمين، مما يعزز الأمان السيبراني على نطاق أوسع وأكثر مرونة.
منذ دخولها السوق المغربية في 2024، عززت Naoris وجودها من خلال شراكة استراتيجية مع BDO المغرب. هذا التعاون يعكس التزام الشركة بتوفير حلول أمان متطورة للأسواق المحلية والعالمية على حد سواء. كما أن هذه التقنية الجديدة قد أظهرت أرقامًا مثيرة للإعجاب، حيث سجلت الأداة أكثر من 38 مليون معاملة بعد كمومية خلال الشهرين الأولين فقط، وأنشأت 1.8 مليون محفظة رقمية، مع 656,688 عقدة أمنية نشطة. هذا الإنجاز يعكس النمو المتسارع والاهتمام المتزايد بالحاجة إلى بنى رقمية مرنة وقادرة على التأقلم مع التحديات المستقبلية.
وتشير الأرقام أيضًا إلى نجاحها البارز مقارنة مع البروتوكولات التقليدية الأخرى مثل Ethereum، التي لم تتجاوز 7,000 عقدة في حين أن Naoris تخطت هذا الرقم بأضعاف. ولعل الأرقام الأكثر دلالة هي تلك المتعلقة بالكشف عن التهديدات، حيث تمكنت الأداة من اكتشاف وإيقاف أكثر من 200 مليون تهديد إلكتروني منذ إطلاقها، مما يعزز مصداقيتها وفعاليتها في مواجهة الهجمات الإلكترونية المعقدة.
المغرب، الذي شهد في عام 2024 644 هجمة إلكترونية وفقًا لمديرية أمن نظم المعلومات (DGSSI)، يعاني من هشاشة الأنظمة المركزية التقليدية التي تتعرض للعديد من الهجمات الإلكترونية. وفي هذا السياق، تقدم Naoris حلاً يتسم بالمرونة والقدرة على التكيف مع المتغيرات، وهو نموذج متطور للأمن السيبراني بعد الكمومي الذي يطمح لتغيير الطريقة التي يتم بها تأمين البيانات وحمايتها. يوسف المدرسي، المدير التنفيذي لمجموعة Naoris Consulting، أكد أن الهدف هو تقديم “نموذج للأمن السيبراني أكثر توزيعًا ومرونة، ذا سيادة، ومتكيف مع التحديات المستقبلية للبنى التحتية الحيوية”.
يدعم المشروع عدد من الشخصيات البارزة في المغرب، مثل دريس بن عمر، رئيس مجموعة العمرى ورئيس مجلس الذكاء في CGEM، وصلاح الدين مزوار، الوزير السابق ورئيس CGEM الأسبق، وزكريا فهيم، الشريك الإداري في BDO المغرب. ويبدو أن هذه المبادرات، التي تشهد دعمًا قويًا من قبل هذه الشخصيات، ستكون قادرة على التوسع في الأشهر المقبلة، حيث من المتوقع إطلاق الشبكة الرئيسية وتدشين نشر تدريجي للتكنولوجيا في القطاعين العام والخاص. ستواجه هذه الحلول تحديات كبيرة، خصوصًا فيما يتعلق بمتطلبات الأمان المتزايدة في عصر ما بعد الكمّ، لكن هناك تفاؤلًا كبيرًا حول قدرتها على تلبية تلك التحديات.
إن إطلاق هذه الأداة وتطوراتها المثيرة يشير إلى بداية مرحلة جديدة في مجال الأمن السيبراني، وقد تمثل نقطة تحوّل كبيرة في كيفية تعامل الشركات والحكومات مع الهجمات الإلكترونية في المستقبل
تعليقات
0