هل يفسد الإعلام ما أصلح الدهر بين المغرب ومصر؟

هل يفسد الإعلام ما أصلح الدهر بين المغرب ومصر؟

 

في رد على الهجومات المتتالية لإعلاميين مصريين على المغرب، الذي تحرى الصمت طويلا، فجرت القناة الأولى “قنبلة” من العيار الثقيل في أرض الكنانة فسرت بـ”الانقلاب” على الموقف الرسمي للمملكة مما يجري هناك.

 فيما تعتبر سنة 2014 سنة تطاول الإعلاميين المصريين على المغرب بامتياز، قرر الأخير كسر طوق الصمت، والرد في استهلال العام الجديد بما يقض مضجع المصريين.

 وأحيا الإعلام المغربي للمصريين ذاكراتهم كونهم محكومون من قبل الانقلابي المشير عبد الفتاح السيسي، بعدما سحب بدباباته بساط الحكم من تحت أقدام الرئيس المنتخب محمد مرسي.

ويفسر موقف المغرب من قبل متتبعين على مواقع التواصل الاجتماعي، برجع صدى قوي يضاد الموقف الرسمي الذي أعلنه المغرب سابقا، وذلك بعدما طفح الكيل إزاء موقف السلطات المصرية من رعونة إعلاميين مصريين هاجموا غير ما مرة المغرب والملك محمد السادس بدون أسباب واضحة.

وكان الملك محمد السادس، بعث صلاح الدين مزوار، بوزير الخارجية والتعاون لتمثيله في حفل تقلد عبد الفتاح السيسي مقاليد حكم مصر، غير أن الإعلام المصري أذكى الخلاف بين البلدين، خاصة وأن المشير السيسي انبرى صامتا غير ما مرة وظل في حل من التدخل لإلجام الإعلاميين في بلده عن التطاول على المملكة الشريفة.

من جهتهم، لم يستفق المصريون بعد من هول الصدمة التي سببها لهم المغرب مساء أمس الخميس، فاتح يناير 2015، وأورد موقع “مصر العربية”: “افتتح الإعلام المغربي أول يوم في السنة الجديدة 2015، بقنبلة موقوتة من المحتمل أن تمس شظاياها بالعلاقات المصرية المغربية”.

وأشار الموقع إلى أنه “وفي قراءة مبسطة للتغير التاريخي في السياسة الإعلامية المغربية تجاه مصر، اعتبرت بعض التحليلات الأولية أن ذلك مرده للهجوم الإعلامي الكاسح والمتوالي الذي تعرض له المغرب طيلة سنة 2014، من منابر إعلامية مصرية مختلفة، مست المغرب ملكا وشعبا، دون أن يتصدى له أي رأي رسمي مغربي”.

أما “بوابة القاهرة”، فقد نشرت مقالا تضمن ما يلي “وجاء الهجوم المغربي الذي وصفه خبراء بـ”الانقلاب” السياسي من الرباط بعد هجوم الإعلام المصري على ملك المغرب محمد السادس بسبب زيارته لتركيا ولقائه الرئيس رجب طيب أردوغان”.

وأضاف نفس المقال “سبق أن تسبب الإعلام المصري في أزمات مع المغرب آخرها وصف مذيعة مصرية للشعب المغربي بشعب العاهرات وانتشار الإيدز بينهم لهذا السبب وهو ما أدى إلى غضب مغربي عارم قامت مصر على إثره بتقديم اعتذار رسمي للمغرب وإبعاد المذيعة المتسببة بالأزمة عن العمل لكنها عادت للعمل بعد فترة قصيرة”.

وكان الإعلام الرسمي المغربي (القناة الأولى والثانية) خصص تقارير ضمن النشرتين المسائيتين ليوم أمس الخميس، إذ في القناة الأولى تم التعرض للأوضاع في مصر ووصف العسكري عبد الفتاح السيسي بالانقلابي، مشيرة إلى أن الأوضاع في البلد لم تكتمل فصولها وما تخفيه الأيام ينذر بالأسوأ.

أما القناة الثانية (دوزيم) فقد عمدت إلى بث تقرير يتناول تراجع السياحة المصرية نتيجة الأحداث السياسية التي تشهدها الدولة منذ الثورة على محمد حسني مبارك في 2011، والانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين.

أضف تعليقك

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0