على ضفاف الوادي

على ضفاف الوادي

تحرير: فضيلة تماصط

على ضفاف الوادي أزهار و ورود تنمو وتزهر تباعا، بألوان قوس قزح و أشكال تبعث الفرح، وعلى جنباتها أشواك تعبث بوريقات تكاد تطفو على سطح الأرجوان والأقحوان، تكاد تلمح نفحات عطر الأمل، تكاد تشم نسيم باقي الزهور، ترسم باختلاف عطورها أحلاما بلورية ووردية، كل واحدة تحلم بالضفة الأخرى ضفة الوادي البعيد المجهول، عطره حقا يفوح في الأفق يرسم لوحة أرجوانية أن المستقبل وردي و باقي الزهور ملونة ولا وجود للسواد القاتم في قاموس ألوانه، فتتهافت لاستباق الزمن و لعبور الحلم والأمل، وبين الضفة والأخرى خيوط رفيعة من الألم لاتراها حفاوة الزهور الأخرى و لمعان المياه الزرقاء في هدوء يوحي بالسكينة، و بين طياته مصير محتوم بالغرق في ظلمات المجهول و في عتمة مكسوة بألوان مخادعة، لتغرق أحلام الزهور في لمح البصر، و تختفي وريقاتها و تتبعثر نفحاتها و يتبخر عطره، لتكتسي الضفة رائحة السواد و تجول المنطقة أحلاما ترثي حالها، كادت تتفتح بين زهور الأمل فأضحت سرابا ذاب تحت زرقة المياه الواهية، فالتهمتها وألقتها بعيدا في بقاع لا عنوان لها و لا مصير يذكر عنونها، تلك هي أحلام الهجرة ترنو ورودا زاهية في البداية، فتغدو دمارا عاتيا يلون بالدمع والألم أفراحا كادت ترسم على محيا باقي الورود ابتسامات من القلب ساطعة…مركب الحلم يرتحل من ضفاف الزهور إلى ضفاف ترتمي فوقها أو تحتها أجساد هامدة، لا حلم تحقق ولا عطر الزهور فاح ولا روحا ظلت فوق أرض البرية تسير في دروب الحياة تارة حالكة و تارة وردية…

أضف تعليقك

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0