طبيب مغربي: الساعة الإضافية تسبب أمراض خطيرة.. وهذه هي الحلول

طبيب مغربي: الساعة الإضافية تسبب أمراض خطيرة.. وهذه هي الحلول

 

لا يزال الجدل قائما وسط المجتمع المغربي حول ما يسمى بالتوقيت الصيفي. فقبل سبع سنوات أقرت الحكومة المغربية ممثلة بوزارة تحديث القطاعات العامة، بأن يضاف عند اقتراب الصيف 60 دقيقة للتوقيت العادي (غرينيتش) المعتمد. ومنذ ذلك الوقت يحتدم النقاش كل سنة عند إعلام الوزارة المواطنين باعتماد التوقيت الجديد، بسبب تأثيرها على السير العام. لكن ورغم هذا التغيير الزمني، الذي يبدو من ظاهره أنه دون تأثير مباشر على سير واعتياد المواطن، في العمل أو في الدراسة، توازيا مع الإدارات الرسمية والتعاملات التجارية الأوروبية بالأخص. يرى البعض أن لتأثيرها عواقب سلبية على المستوى الفردي والجماعي.

وبين مؤيد ومعارض للعمل بهذا التوقيت الجديد، يبقى الشق الأهم في هذا الجدل هو تأثيرها على صحة المواطن. هذا الجانب أوصى به مجموعة من الباحثين والأخصائيين في هذا المجال، لاسيما علاقة الساعة الإضافية بالتوتر والقلق العصبي. إذ يلاحظون أن تغيير التوقيت يسبقه استعداد نفسي، كما تعقبه عواقب وخيمة على صحة المواطن والمجتمع بأسره.

لهذا الأمر، كان لنا في موقع “إليك” وقفة مع الطبيب بمصلحة الطب النفسي بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، الدكتور رضا أنور. الذي أشار إلى عدة أمور مهمة يغفل عنها الناس، وتغفلها وسائل الإعلام عن المواطنين، لا من حيث الإعلان الاستباقي ولا من حيث التنبيه إلى خطر هذا التوقيت التزامني على صحة الناس. كما حذر في سياق حديثه من أخطار الساعة الإضافية. إضافة إلى تقديمه حلولا وقائية لتجنب الإصابة بأمراض كالتوتر العصبي، والأزمة النفسية والقلبية في بعض الحالات.

تأثير الساعة الإضافية على الرجل والمرأة

ينفي الدكتور رضا أنور المختص في الأمراض العصبية والنفسية، أن يكون هناك اختلاف في مدى تأثير الساعة الإضافية على الرجل والمرأة. فهذه الساعة، حسب الدكتور، أفقدت الناس ساعة واحد من النوع العادي في اليوم. ولذلك فهي تؤثر على الرجل والمرأة بنفس الدرجة.

أما عن مدى التأثير، يضيف الدكتور؛ فيظهر بشكل كبير على المسنين والأطفال، لأن المسنين مثلا تكون ساعات نومهم قليلة. وبالتالي عندما تضاف ساعة إلى التوقيت اليومي، فإن ذلك يعني نقصان ساعة من نومه العادي.. ويرتبط هذا الأمر، حسب المختص نفسه، بما يسمى بالساعة البيولوجية الموجودة عند كل إنسان، والتي تحرك ذاته بيولوجيا وتضبط ساعات وضرورات نومه. وهي مرتبطة أيضا بهرمون “الميلاتونين” المسؤول عن دورة الاستيقاظ والنوم اليومي.

علاقة الساعة الإضافية بالتوتر العصبي (الستريس)؟

هل لهذه الساعة الإضافية علاقة بالتوتر العصبي أو القلق (الستريس)، وكيف ذلك ؟ يجيب الدكتور رضا أنور أنه عند إضافة ساعة واحدة في التوقيت المغربي، يجد الشخص أمامه أسبوعا واحدا للتأقلم مع هذا التوقيت الجديد. ويمكن أن يكون أقل من ذلك، يضيف الدكتور، إذا استعد وأقلم الشخص نفسه بتمرين منتظم. لأن هذا التغيير المفاجئ يكون صعبا.

لكن الخطورة تكمن في عدم التأقلم؛ إذ في حالة عدم تقبلها وإهمال أهميتها يؤدي ذلك إلى القلق (الستريس) والذي يكون فيه الشخص عصبيا ومزاجيا ومتوترا. الشيء الذي يؤثر حتما على علاقة ذلك الشخص مع محيطه الاجتماعي والعائلي والمهني، حيث تقل مردوديته وإنتاجه العملي أو الإبداعي. وفي حالات أخرى تكثر أخطاءه، حسب الدكتور نفسه.

ما دور الأخصائيين والجمعويين في المجال الصحي في هذا الأمر؟

وبما أن التأثير مهول في نظر الأطباء والأخصائيين، سألنا الدكتور رضا المتخصص في الأمراض العصبية والنفسية عن دورهم كأخصائيين؛ في التنديد بأخطار هذه الساعة على صحة المواطنين، أو في تنوير الناس بكيفية التعامل في حالات هذا التغيير الفجائي. وكان جواب الدكتور: أن الدولة أولا لم تستشر ولم تقم بأي حملة توعوية في المستشفيات أو العيادات لتنبيه الناس عن كيفية التأقلم والاستعداد، ولتحذير المواطنين من عواقب الاستهانة بهذا الأمر” ! وبالتالي، يضيف الدكتور رضا: “لا يمكننا في هذه الحالة إلا أن ننبه الناس بشكل فردي وإرشادهم بآليات التأقلم مع هذا التوقيت الجديد، لتقليل المخاطر والعواقب. والتي لا نصيب للجمعيات الصحية من الإعلام العمومي، لفعل ذلك”.

كما أكد الدكتور إلى أن هناك بعض الأشخاص يأتون إلى المصحات النفسية أو العصبية بسبب هذه الساعة الإضافية. وبما أن غالبية من يشتكي من أمراض عصبية، يقصد طبيبا عاما ويتوجس من أن يقصد طبيبا نفسيا، فإننا لا نعرف الرقم الصحيح لنسبة من يعاني بسبب هذه الساعة الإضافية.

وذكر الدكتور أيضا في سياق حديثة أن باحثين في السويد أجروا دراسة نشرت سنة 2008 في المجلة الطبية ” The new england journal of medicine”، خلصوا من خلالها إلى أن الإصابة بالسكتات القلبية يرتفع بنسبة 5 بالمائة، في الأيام الثلاثة الأولى من إضافة هذه الساعة.

التوصيات

يوصي الدكتور في نهاية حديثة لـ “إليك” بهذه التمرينات للتأقلم مع هذا التوقيت الجديد:

– أن ينام الشخص بنصف ساعة على غير ما اعتاد عليه.

– أن يتعرض الشخص لأشعة الشمس قدر الإمكان، والتي تفيد هرمون “الميلاتونين” المنظم لساعات النوم.

– في الأسبوع الأول من إضافة هذه الساعة، يقلل الشخص من أنشطته اليومية.

– يجب تجنب التدخين والقهوة.. والمنبهات.

– أن يحاول التأقلم  قدر المستطاع، لتجنب عواقب التوتر العصبي.

– يمكن أن يستعين بأدوية كـ “المغنيزيوم” المساعد على الاسترخاء.

– إذا تعذر على الشخص كل ما ذكر من هذه التوصيات، تجب استشارة طبيب الأعصاب النفسية.

أضف تعليقك

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0