” تهويد المغرب “

” تهويد المغرب “

غامر علي

طالما تداول المهتمون بالقضية الفلسطينية كلمات دلالية ذات بعد ديني مرادف للاستيطان، مثيل تهويد القدس و تهويد فلسطين و تهويد فلسطينيوا الداخل، هذا المرادف الذي يجمع بين استعمار الأراضي و تحويل ساكنتها من غير يهود الى يهود، هي كلمة ذات دلالة تمكن متلقيها من استيعاب صعوبة الوضع الذي يتجاوز الاستيطان الى تغيير الساكنة لانتمائهم العقائدي، و التي أيضا تحصر معناها التداولي في خانة اليهودية العلمانيين و ليس الرادكالية التي تطعن في المشروع الصهيوني و تراه خروج عن ملة موسى عليه السلام، هذا الفكر الصهيوني الذي يعتبر مصدر إلهام القرارات التهويدية لم يعد يحوي يهود العالم العلمانيين فقط، بل تجاوز ذلك الى بعض الدول العربية، محدثا استغراب غير مسبوق حيث أصبح يضم مسلمين، و المؤسف أنه أصبح بعض المغاربة ذوي الاعتقاد الاسلامي النسبي و الانتماء العلماني الخالص و ذوي التعصب العرقي و الحاملين لضغينة عرقية عنصرية ينخرطون شيء فشيء ضمن هذه الخانة السوداء وصولا بالبعض الى درجة الانتماء لأعداء الأمة العربية و الاسلامية، فالحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال الصهيويني على ضعاف غزة كانت الرافعة لأقنعتهم من خلال نشاطهم في الشبكة العنكبوتية حيث أصبحنا نشهد نشر و تداول و تضامن لمنشورات مصدرها يهود صهاينة مثيل الناطق الرسمي لجيش الاحتلال خافيآي أدرعي و عدد من الشخصيات ملغومة الرسالة، التي تستهدف العرب و المسلمين محاولة غسل أدمغتهم ضد انتمائهم الانساني و العقلاني و الاعتقادي و حتى العرقي، الأمر الذي حقق نجاحا نسبيا خصوصا في بلادنا بمثابة اعلان أن التهويد لا يقتصر على الأرض الفلسطينية فقط بل هو يتجاوز ذلك جغرافيا واصلا الى بلادنا مهددا بذلك وحدة المغاربة كمسلمين و كأعراق متجانسة متواحدة، و الأغرب أن توافق هذه الشريحة مع العدو هي ليست لأسباب واقعية منطقية هي فقط من أجل توجه ايديولوجي توافقي مع العدو و هو التوجه العلماني…

أضف تعليقك

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0