الطفولة المنسية…

الطفولة المنسية…

تحرير: فضيلة تماصط

اشتقت لتلك الطفولة البريئة التي جالت وصالت في عالم المرح، اشتقت لتلك اللحظات العفوية التي أرسم في تقاسيمها حركات وأفعال صبيانية بريئة، أبتسم أفرح أبكي أصرخ وسرعان مايهدئ روعي، فتعود بسمتي أدراجها على وجنتي و وجهي البريئ، كأن شيئا لم يكن، أتحدث بتلقائية دون أن أحسب مقاييس كل كلمة و أطرزها كي لا تفهم غلط، كانت الكلمات عفوية و الحروف فعلا إنسانية لما تحمل من كم هائل من البراءة و الصدق، يكفي أن تحس بكل حرف أبجدي فتحبكه بسرعة طفولية على شاكلة صبيانية لكنها قمة في الصدق والشفافية…
تلك هي الطفولة والبراءة اشتقت لتفاصيلهما، اشتقت عندما أحزن أو أبكي تنهمل دموعي و أرتمي كطفلة بريئة في أحضان الأمان لا اخاف من مجهول ولا من مستقبل كيف سيكون، ينحصر التفكير فقط في لعبة امازحها وفي ابتسامة لا تفارق روحي البريئة… أتحسر على لحظات طفولية عشتها بحب وفرح و أتمنى أن تعود أدراجها لمشواري فبها تتنفس روحي الصعداء حيث عالمي البريئ المليء بالورود الجورية، و ترقص أحلامي على ايقاعات الفرح وحتى الدمع اذا امهمل يكون آنيا سرعان ماينجلي فتمحيه ابتسامة بريئة همها فقط أن تعيش لحظات طفولية دون ماديات ضخمة ولا مظاهر تصبغ الروح بطعم قاتم غير حقيقي…
هل نجدها بين ثنايا الكبر، هل نعيشها من جديد ونحن قد ودعنا رحلة الصغر، و صرنا أطفالا كبار، هل مازالت تلك العفوية البريئة تسكن جوارحنا و تتريث لتظهر مجددا لحظة إزاحة ستار السن الذي يغلف مظهرنا بقناع القوة، ويرسم معالم مختلفة، الإجابة تتحدد في كون الطفولة تعيش بدواخلنا ولم تختف وإنما أخفتها معالم الكبر، التي نفت العفوية و غيرت صبغة البراءة إلى حسابات منطقية، فهل يعود بنا الزمن إلى ذلك العالم البريئ إلى تلك اللحظات التي عشناها بحب و عفوية غمرتنا بالسعادة الغير منتهية…
نستطيع العيش في الكبر لحظات الطفولة حين يمتزج الصدق والعفوية والبراءة في قالب القناعة بسعادة حسية تغنيك عن كنوز الكون والماديات التي أرهقت البشر و أبعدت قيمة كل شيء معنوي يكون محورا للسعادة الحقيقية…

أضف تعليقك

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0